الخميس، 16 نوفمبر 2023

لجنة تنظيم و مراقبة عمليات البورصة

لجنة تنظيم و مراقبة عمليات البورصة 


بعد الانتقال من النظام الاشتراكي إلى النظام الرأسمالي في الجزائر، تم تأسس بورصة القيم المنقولة، لتكون أداة فعالة يتم من خلالها نقل رؤوس الأموال من قطاعات الفائض إلى قطاعات العجز. ويتم تداول القيم المنقولة في بورصة الجزائر بتدخل العديد من الأطراف: شركة تسيير بورصة القيم المنقولة مكلفة بجميع المهام التقنية الخاصة بالتداول، المؤتمن المركزي على السندات، الوسطاء في عمليات التداول، وهيئات التوظيف الجماعي للقيم المنقولة. لكن أهم طرف يدخل في سير البورصة هو لجة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة، التي تعتبر الرقيب الذي يحرس البورصة، ويمنع أي خرق لقواعد التداول فيها. أيضا تعتبر اللجنة المنظم الرئيسي للتداول في البورصة عن طريق ممارسة السلطة التنظيمية التي منحها لها المشرع. وتعتبر لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة هيئة إدارية مستقلة، لا تخضع للسلطة التنفيذية، بمعنى أن هذه الأخيرة ليس لها أن تراقب اللجنة عن طريق نظام السلطة الرئاسية، ولا عن طريق نظام الوصاية الإدارية، لكن هذه الاستقلالية ليست مطلقة، حيث تخضع لرقابة القضاء، ورقابة السلطة التشريعية.

أولا - نشأة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة و طبيعتها القانونية :

أنشئت لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة(COSOB) () بمقتضى المادة 20 من المرسوم التشريعي رقم رقم 93-10 المؤرخ في 23 مايو سنة 1993 المتعلق ببورصة القيم المنقولة، انطلاقا من حرص المشرع 

الجزائري على تزويد البورصة بكافة الآليات والوسائل القانونية لممارسة مهامها ، بعيدا عن

ضغوطات المتعاملين الاقتصاديين . ولعل هذا يبرز أكثر حينما نطلع على مضمون القانون رقم 03-04 المعدل والمتمم للمرسوم التشريعي رقم 93-10، الذي بين الطبيعة الإدارية لهذه اللجنة كسلطة ضبط مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي.

ولما كانت لجنة تنظيم عمليات البورصة سلطة ضبط ، فقد أوكلت لها مهمة تنظيم سوق القيم المنقولة ومراقبتها ، وذلك بالسهر على :

- حماية الادخار المستثمر في القيم المنقولة الذي يتم في إطار اللجوء العلني للادخار .

- السير الحسن لسوق القيم المنقولة وشفافيتها

ثانيا-  تشكيلة لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة 

يتشكل الجهاز الإداري للجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها  من رئيس وستة أعضاء من:
- يُعين الرئيس بموجب مرسوم رئاسي  لمدة نيابية تدوم أربع (04) سنوات ، كما يمارس مهامه كامل الوقت، وهي تتنافى مع أية إنابة انتخابية أو وظيفة حكومية ،
-  ستة أعضاء يعينون بقرار من وزير المالية لمدة 04 سنوات و هم :

- قاض يقترحه وزير العدل . 

- عضو يقترحه الوزير المكلف بالمالية . 

- أستاذ جامعي يقترحه الوزير المكلف بالتعليم العالي . 

- عضو يقترحه محافظ بنك الجزائر . 

-عضو يقترحه المصف الوطني للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين.

وما يمكن ملاحظته على تشكيلة هذه اللجنة أنها تتضمن خبراء ، مهنيين ،إداريين وقضائيين ، أي أن لجنة تنظيم عمليات البورصة هي لجنة جامعة تعتمد نظام التعدد في التركيبة ، وهو ما يعود بالفائدة على عملها ، كما سنقف على حقيقة ذلك بمعاينة صلاحياتها واختصاصاتها.

ثالثا- سلطات لجنة تنظيم ومراقبة عمليات البورصة 

لقد زوّد المشرّع اللجنة، لتمكينها من القيام بمهامها، بسلطات تنظيمية وسلطات اعتماد ومراقبة وإشراف  كما خول لها سلطة تأديبية و تحكيمية.

1- السلطة التنظيمية: تقوم اللجنة، في إطار التشريع الذي يحكم السوق المالية، بإعداد أنظمة تخضع إلى موافقة الوزير المكلف بالمالية وتُنشر في الجريدة الرسمية ،وتتعلق الأنظمة التي يتم سنّها على الخصوص بما يأتي: 

- القواعد المهنية المطبقة على الوسطاء في عمليات البورصة، وعلى هيئات التوظيف الجماعي في القيم
المنقولة، وعلى ماسكي الحسابات.

- حافظي السندات،

- واجبات الإعلام المفروضة على الشركات عند إصدار قيم منقولة من خلال الطلب العلني على الادخار
أو القبول في البورصة أو العروض العمومية.

- تسيير حافظة القيم المنقولة.

- قواعد سير شركة تسيير بورصة القيم والمؤتمن المركزي على السندات.

- القواعد المهنية المطبقة على الوسطاء في عمليات البورصة. 

- القواعد المتعلقة بمسك الحسابات – حفظ السندات.

- القواعد المتعلقة بتسيير نظام التسوية والتسليم في مجال السندات.

- شروط التداول والمقاصة في مجال القيم المنقولة المسجلة في البورصة.

2- سلطة الاعتماد والتأهيل: تعتمد اللجنة: 

- الوسطاء في عمليات البورصة.

- شركات الاستثمار ذات الرأسمال المتغير وصناديق التوظيف المشترك.

- وتُؤهل ماسكي الحسابات – حافظي السندات.

3- سلطة المراقبة والإشراف: تسمح هذه السلطة للّجنة بالتأكد خصوصا:

- من احترام المتدخلين في السوق للأحكام القانونية والتنظيمية التي تحكم السوق،
- من امتثال الشركات التي تلجأ إلى الطلب العلني على الادخار لواجبات الإعلام التي تخضع لها،
- من إدراج التصويبات اللازمة في حالة حدوث مخالفات،

- من حُسن سير السوق.

4- السلطة التأديبية والتحكيمية:

تُنشأ بداخل لجنة تنظيم عمليات البورصة ومراقبتها غرفة تأديبية وتحكيمية تتألف من رئيس وعضوين (02) منتخبين من بين أعضاء اللجنة، وعضوين (02) من القضاة يعينهم وزير العدل.
وتختص الغرفة في المسائل التأديبية بالتحقيق في أي خرق للالتزامات المهنية والأخلاقية يرتبكه الوسطاء في عمليات البورصة، وكل انتهاك للأحكام التشريعية والتنظيمية المطبقة عليهم.
وأما في المسائل التحكيمية، فتختص الغرفة بالتحقيق في النزاعات التقنية الناشئة عن تفسير القوانين واللوائح التنظيمية التي تحكم نشاط سوق البورصة والناشبة بين:

- الوسطاء في عمليات البورصة؛
- الوسطاء في عمليات البورصة وشركة تسيير بورصة القيم المنقولة (SGBV)؛
- الوسطاء في عمليات البورصة وزبائنهم؛
- الوسطاء في عمليات البورصة و الجهات المصدرة.


 

ملاحظة هامة : يرجى من الطلبة النظر في القوانين المحينة و المعدلة...

لتحميل الورقة البحثية الجاهزة للطباعة يرجى النقر هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق