الأحد، 12 نوفمبر 2017

الركن المعنوي للجريمة

بطاقة تقنية حول :الركن المعنوي للجريمة

تعريف الركن المعنوي
يقصد بالركن المعنوي الحالة النفسية التي كان عليها الجاني أثناء ارتكابه للجريمة، فهي تمثل الجانب الشخصي لها، إذ لابد أن تصدر الجريمة عن إرادة صاحبها وترتبط بها ارتباطا وثيقا .فهي الرابطة النفسية والمعنوية التي تتصل بين موضوع الجريمة ونفسية مرتكبها ويتخذ الركن المعنوي للجريمة صورتين أساسيتين :صورة الخطأ العمدي أو ما يسمى القصد الجنائي، و صورة الخطأ غير العمدي أي الإهمال وعدم الاحتياط.

أولاًّ- القصد الجنائي أو العمد:
يعتبر القصد الجنائي هو الأصل في الجرائم بينما الخطا هو الإستثناء
أ –تعريف القصد الجنائي : لم يعرف المشرع الجزائري القصد الجنائي واقتصر بالنص عليه في الجرائم العمدية وقد عرفه الفقه بأنه "انصراف إرادة الجاني إلى ارتكاب الجريمة مع العلم بأركانها القانونية".
ب- عناصر القصد الجنائي : من التعريف الفقهي  نستخلص أن القصد الجنائي يتكون من عنصرين الأول يتمثل في إرادة الجاني نحو ارتكاب الجريمة والثاني يتمثل في العلم بأركان الجريمة قانونا ، فمن يصدم إنسان بسيارته حيث كان يسير بسرعة فائقة مخالفا بذلك التنظيمات والقوانين فيقتله،فالقصد الجنائي غير متوافر في هذه الجريمة لأنه وإن توفر عنصر العلم نظرا لمخالفته القانون مع علمه بذلك فإن         عنصر الإرادة غير متوافر لأنه لم يرد ارتكاب جريمة قتل ،وإنما نتجت الجريمة عن سوء تقدير وعدم احتياط وإهمال.
ويشترط القانون "العلم "ويقصد به ادارك الأمور على نحو صحيح مطابق للواقع أي علم الجاني ما يشترطه القانون لقيام الجرم، و ينشا القانون  قرينة على العلم وهي افترض العلم في كل إنسان بمحتوى القانون طبقا لقاعدة "لا عذر بجهل القانون".
ج – أنواع القصد الجنائي :
×  من حيث نطاق القصد : يتخذ القصد صورتين قصد عام وقصد خاص .
أما القصد العام فهو اتجاه الإرادة إلى ارتكاب الجريمة مع العلم بأن القانون يمنعها فالقصد الجنائي العام مطلوب في كل الجرائم العملية.
 وأما مفهوم القصد الخاص فهو يتعدى مجرد ارتكاب الجريمة بل يهدف إلى البحث في الغاية التي يريدها الجاني من وراء ارتكابه الجريمة، وهكذا يشترط القانون فضلا على القصد العام القصد الخاص في جريمة القتل وهو نية إزهاق الروح، أو نية الاستيلاء على المال في جريمة السرقة وغيره.و نشير إلى أن القانون لا يعتد بالباعث أو الدافع إلى ارتكاب الجريمة ولا يأخذه بعين الاعتبار ولو كان نبيلا أو شريفا ماعدا في حالات استثنائية بحيث يؤثر ذلك على تخفيف العقوبة ومثال ذلك ما قرره المشرع الجزائري من تخفيف عقوبة الزوج الذي يفاجئ زوجه الآخر في حالة تلبس بالزنا فيقتله أو يقتل شريكه([1]).
×  من حيث إرادة نتيجة السلوك : كما يمكن أن يكون القصد الجنائي قصدا مباشرا أو قصدا غير مباشر(احتمالي)           ويكون مباشرا حين تتجه فيه إرادة الجاني إلى ارتكاب الجريمة وتحقيق النتيجة المعينة في ذهنه، و القصد المباشر بدوره ينقسم إلى صورتين :
محدد حين يريد تحقيق نتيجة معينة بذاتها عند ارتكابه الجريمة كقتل شخص معين بداته ، أو قد يكون غير محدد عندما يرتكب الجاني الجريمة دون تحديد لموضوعها كمن يريد ..... ولتحميل البحث  كاملا على Google Drive يرجى النقر هنـــا



[1] -  تنص المادة 279 ق .ع على مايلي ( يستفيد مرتكب القتل والجرح والضرب من الأعذار إذا ارتكبها أحد الزوجين على الزوج الآخر أو على شريكه في اللحظة التي يفاجئه فيها في حالة تلبس بالزنا )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق