مفهوم البحث العلمي
تعريف البحث العلمي :
" التعريف هو مجموع
الصفات التي تكوِّن مفهوم الشيء مميزًا عما عداه و عندها يكون التعريف والشيء
المعرف سواء . و الشرط الأساسي
لكل تعريف صحيح أن يكون معبرا عن ماهيته. و التعريف إما
تعريف شيء أو تعريف اسم" .
فمصطلح ( البحث العلمي ) يتكون من كلمتين هما (
البحث ) و (
العلمي)
.
" أما البحث لغويا
فهو مصدر الفعل الماضي ( بحث ) و معناه : " تتبع ، سأل ، طلب ، تحرى " و بهذا يكون معنى
البحث هو : طلب و تقصى حقيقة
من الحقائق ، أو أمر من الأمور .
و هذا يتطلب
التنقيب و التفكير و التأمل ، وصولا إلى شيء يريد الباحث الوصول إليه .
" أما العلمي : فهي كلمة منسوبة إلى العلم ، و العلم يعني المعرفة
و الدراية و إدراك الحقائق . فالعلم طريقة تفكير
و طريقة بحث أكثر منه مجموعة من القوانين الثابتة . و هو منهج أكثر مما هو مادة للبحث ".
ومن هذا نخلص
لمفهوم البحث العلمي على أنه حزمة من الطرق والخطوات المنظمة و المتكاملة تستخدم
في تحليل وفحص معلومات محددة ، بهدف الوصول إلى نتائج جديدة ، و هذه الطرق تختلف
باختلاف أهداف البحث العلمي ووظائفه و خصائصه وأساليبه .
طبيعة البحث العلمي:
البحث العلمي يقوم أساسا على طلب المعرفة ، وتقصيها ، والوصول إليها . مستندين في ذالك إلى أساليب و مناهج محددة في تقصينا للحقائق، و بحثنا في المشكلة، وصولا إلى الحلول . مما سيسفر على تطوير و تقدم البحث في كل الميادين .
نشأة البحث العلمي:
كل الحضارات السابقة بحثت في كل الميادين ، حيث أفرطت في الميدان العقائدي و الفلسفي . إلى أن جاء الإسلام حيث حمل المسلمون شعلة الحضارة الفكرية للإنسان ، ووضعوها في مكانها السليم ، فكان هذا إيذانا ببدء العصر العلمي القائم على المنهج السليم في البحث . فقد تجاوز الحدود التقليدية للتفكير اليوناني على سبيل المثال بإضافة منهج البحث العلمي القائم على الملاحظة و التجريب ، بجانب التأمل العقلي .كما اهتموا بالتحديد الكمي واستعانوا بالأدوات العلمية في القياس،ثم نقل الغرب التراث الإسلامي ، و أضاف إليه إضافات جديدة حتى اكتملت الصورة وظهرت معالم الأسلوب العلمي السليم ، في إطار عام يشمل مناهج البحث المختلفة و طرائقه في مختلف العلوم ، التطبيقية و الإنسانية .
شروط البحث العلمي:
شروط تخص موضوع
البحث:
- الوضوح و الواقعية : إن البحث العلمي ، من منطلق التسمية في حد ذاتها
يتطلب عنصرا الوضوح و الواقعية من حيث المضمون لنكون بذالك في دائرة المعارف
تحصيلا أو إثراء و تطويرا.
- صياغة المشكلة بشكل
محدد و بمصطلحات واضحة : لابد من تحديد
المشكلة البحثية بصيغ محددة ، و ذالك لضبط موضوع البحث و المنهجية المتبعة في
القيام بالعمل من خلال مصطلحات واضحة و تعني الموضوع مباشرة .
- الدقة و الموضوعية
و الأمانة في النقل .
- المنهجية .
شروط تخص الباحث:
- القدرة على الاختيار بالنسبة للموضوع و الخطة .
- القدرة على
الابتكار و العمل .
- الاستقلالية و عدم
التسليم بكل ما يقرأ .
- ضرورة امتلاك
منهجية متكاملة .
- الصبر و الهدوء و
التعقل و الإصغاء للرأي الآخر.
- امتلاك القدرة على
التعبير ، و سعة الإطلاع .
خصائص البحث العلمي:
للبحث العلمي جملة
من الخصائص والمميزات، نستطيع استخلاصها من التعريفات السابقة، أهمها الخصائص
التالية:
أولا: البحث العلمي بحث منظم ومضبوط:
أي أن البحث العلمي
نشاط عقلي منظم ومضبوط ودقيق ومخطط، حيث أن المشكلات والفروض والملاحظات والتجارب
والنظريات والقوانين، قد تحققت واكتشفت بواسطة جهود عقلية منظمة ومهيأة
جيدا لذلك، وليست
وليدة مصادفات أو أعمال ارتجالية، وتحقق هذه الخاصية للبحث العلمي، عامل الثقة
الكاملة في نتائج البحث.
ثانيا: البحث العلمي بحث نظري:
لأنه يستخدم
النظرية لإقامة وصياغة الفرض، الذي هو بيان صريح يخضع للتجارب والاختبار.
ثالثا: البحث العلمي بحث تجريبي:
لأنه يقوم على أساس
إجراء التجارب والاختبارات على الفروض، والبحث الذي لا يقوم على أساس الملاحظات
والتجارب لا يعد بحثاعلميا. فالبحث العلمي يؤمن
ويقترن بالتجارب.
رابعا: البحث العلمي بحث حركي وتجديدي:
لأنه ينطوي دائما
على تجديد وإضافات في المعرفة، عن طريق استبدال متواصل ومستمر للمعارف القديمة
بمعارف أحدث وأجد.
خامسا: البحث العلمي بحث تفسيري:
لأنه يستخدم
المعرفة العلمية لتفسير الظواهر والأشياء بواسطة مجموعة من المفاهيم المترابطة
تسمى النظريات.
سادسا: البحث العلمي بحث عام ومعمم:
لأن المعلومات
والمعارف لا تكتسب الطبيعة والصفة العلمية، إلا إذا كانت بحوثا معممة وفي متناول
أي شخص، مثل الكشوف الطبية.
أنواع مناهج البحث العلمي :
تعددت المناهج المستعملة في البحث العلمي ، بتعدد المواضيع و
الطرق المتبعة في البناء البحثي ، نذكر منها : المنهج الاستدلالي . المنهج التجريبي . المنهج الوصفي . المنهج الاستقرائي . المنهج التاريخي . المنهج الاستنباطي .المنهج الاسقاطي .المنهج الإحصائي .المنهج الدياليكي .منهج دراسة الحال في علم النفس .منهج التأمل الباطني . المنهج المسرحي ......الخ .
هذه المناهج معتمدة في العلوم الاجتماعية و لكي ترتبط بها العلوم القانونية
لتصبح فرعا منها لابد من توفر الشروط التالية :
- أن تكون غايات العلوم القانونية هي غايات العلوم الاجتماعية ذاتها .
- أن تكون موضوعات و اهتمامات علم القانون هي ذات القيم الاجتماعية و
الحضارية .
- أن تكون المناهج و البحوث العلمية هي ذاتها المستعملة في العلوم الاجتماعية
.
ومن خلال دراستنا ،
نلاحظ أن هناك أربعة مناهج تلائم البحث
في العلوم القانونية يكاد يقع عليها إجماع الباحثين و الشارحين
وهي :
- المنهج الاستدلالي : يقوم هذا المنهج على البرهان الذي يبدأ من
قضايا يسلم بها ، و يسير إلى قضايا أخرى تنتج عنها بالضرورة دون الالتجاء إلى
التجربة . و ينقسم إلى ثلاثة مبادئ هي :
1- البديهيات : هي قضية بينة بنفسها ، مثل ( الكل هو مجموع أجزائه ) .
2- المصادرات : و هي قضية ليست بينة بنفسها ، و لا يمكن أن
نبرهن على صحتها و إنما يطالب بالتسليم بصحتها و صحتها تستبين من نتائجها . و هي أقل يقينية من البديهيات مثل ( كل إنسان يطلب السعادة ) . (يمكن أن يمتد الخط إلى ما لا نهاية ) و تسمى عند اقليدس بالمنطلقات الثابتة .
3- التعريفات : تتعلق بتصورات خاصة بكل علم .
- المنهج التجريبي : يقوم هذا المنهج على التجربة لإثبات صحة الفروض .
- المنهج التاريخي : يقوم هذا المنهج على الطريقة التاريخية
التي تعمل على تحليل و تفسير الحوادث الماضية كأساس لفهم المشاكل المعاصرة و
التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل .
- المنهج الدياليكي : أو المنهج الجدلي ، فالدياليكتية كلمة
يونانية عند أفلاطون تعني فنّ حوار يرتفع به العقل من المحسوس إلى المعقول .
أهمية البحث العلمي:
- أهمية البحث العلمي الخاصة:
- يتيح البحث العلمي للباحث الاعتماد على
نفسه في اكتساب المعلومة ، و يدربه على الصبر و الجد .
- يكون علاقة وطيدة بين الباحث و المكتبة .
- يسمح للباحث الإطلاع على مختلف المناهج
واختيار الأفضل منها .
- يساعد الباحث على التعمق في الاختصاص .
- يساعد على تطوير المعرفة بإضافة المبتكر
إليها .
- يجعل من الباحث شخصية مختلفة من حيث
التفكير ، و السلوك .
أهمية البحث
العلمي العامة:
تتلخص أهمية البحث العلمي العامة و هي تعني
المجتمعات و الدول ، في النقاط التالية :
- البحث العلمي يضمن الاستمرارية و التقدم و
التطور .
- يفيد في التغلب على الصعوبات الحياتية و
التنموية .
- الانتفاع بفوائده التطبيقية .
- البحث العلمي يسهم في إحياء المواضيع
القديمة ، بالتحقيق فيها و تطويرها وصولا لاكتشافات جديدة .
وهكذا نستطيع القول بأن البحث العلمي يناطح
الماء و الهواء في أهميته للحياة الإنسان .
الخطوات التطبيقية للبحث العلمي.
مما سبق يتضح بأن البحث العلمي يتألف من
مجموعة خطوات تتمثل في الشعور بمشكلة ، فيضع لها حلولا محتملة ، هي الفروض ، ثم
اختبار صحة الفروض ، و الوصول إلى نتيجة محددة .
هكذا يسير البحث العلمي على شكل خطوات أو
مراحل ، لكي تزداد عملياته وضوحا ، ويحقق النتائج المسطرة له .
ملاحظة هامة : يرجى من الطلبة
النظر في القوانين المحينة و المعدلة...
لتحميل الورقة البحثية الجاهزة للطباعة يرجى
النقر هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق