النظريات الغير قانونية المفسرة لنشأة الدولة
تعريف الدولة
الدولة هي مجموعة من الأفراد يقطنون على
إقليم محدد تشرف على إدارته سلطة تسهر على تنظيمه.
للدولة تعريف واسع مفاده أنها مجموعة
أفراد يخضعون للنظام القانوني الذي تقوم عليه هذه المجموعة، وتعريف ضيق يرى
بأنها جهاز من الموظفين توجد على رأسه حكومة، مكون من هيئات متدرجة لها قانون خاص
بها وهو ما يعرف بالقانون العام، فهي بحسب هذا التعريف الأخير نظام قانوني جزئي
مندمج
النظريات غير القانونية :
أولا :
النظريات الثيوقراطية(الدينية) :
و هي النظريات
التي تَنسِب السلطة إلى الله وتطورت عبر العصور وقد أخذت03أشكال :
-1 نظرية تأليه الحاكم : وَجدت هذه النظرية مجالاً رحْبًا في العصور
القديمة؛ حيث تأثر الإنسان بالأساطير، فظن أن الحاكم إلهٌ يُعبَد وقد سادت هذه
النظرية عن الفراعنة والرومان في بعض المراحل التاريخية لليابان إلى غاية 1948.
-2الإختيار الإلهي المباشر: تعني هذه النظرية أن الحاكم ليس إلهًا ولا نِصْفَ
إله, ولكنه بشرٌ يحكم باختيار الله عز وجل، فالله الذي خلق كل شيء وخلق الدولة، هو
الذي يختار الملوك مباشرةً لحكم الشعوب، ومن ثَمَّ فَمَا على الشعب إلا الطاعة
المطلَقة لأوامر الملوك، ويترتب على ذلك عدم مسئولية الملوك أمام أحد من الرعية.
-3الاختيار الإلهي غير المباشر : الدولة من صنع الإله وهو مصدر السلطة فيها ،غير أن البشر
هم الذين يختارون الحكام بتفويض وعناية من الإله الذي يوجه تصرفات واختيارات الشعب
نحو الحكام وبالتالي يتم اختيار الحاكم بطريقة غير مباشرة .
موقف
الإسلام من هذه النظريات : الإسلام يرفض هذه النظريات بل حاربها بقوة إذ نجد القرءان الكريم يبين
لنا في الكثير من الآيات أن الله سبحانه وتعالى أرسل الرسل لمحاربة الملوك والحكام
الذين ادعوا الألوهية مثل الفراعنة ،وبالنسبة
للخلفاء نجد أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول في خطبة توليه الخلافة "
أني وليت عليكم ولست بخيركم " وهذا يعني أن الأفراد هم الذين ولوه السلطة .
ثانيا: النظريات الطبيعية :
النظريات الطبيعية هي
النظريات التي ترجع نشأة الدولة إلى البشر ومن أهم هاته النظريات:
1- نظرية الوراثة:
نشأت في ظل الإقطاعية وهي ترى أن حق ملكية الأرض
وهو حق طبيعي ، يعطي لمالكي الأرض حق ملكية كل ما عليها وحكم الناس الذين يعيشون
عليها والذين عليهم طاعة الملاك والرضوخ لسلطتهم ، فالدولة إذن وجدت نتيجة حق
ملكية الأرض ومن اجل خدمة الإقطاعيين، لذا كانت تهدف إلى تبرير النظام الإقطاعي.
2- النظرية العضوية:
هي من النظريات الحديثة، حيث ظهرت في القرن
التاسع عشر، وهي لا تنتمي إلى مدارس القانون الطبيعي، لكن ترى أن قوانين الظواهر
الطبيعية يمكن تطبيقها على الظواهر الاجتماعية مثل الدولة. فهي تشبه جسم الإنسان
المكون من عدة أعضاء ، يؤدي كل عضو منها وظيفة معينة وضرورية لبقاء الجسم ككل.نفس
الشيء بالنسبة للأشخاص في الدولة ، حيث تؤدي كل مجموعة منهم وظيفة معينة
وضرورية لبقاء كل المجتمع الذي يعمل وينشط كجسم الإنسان ، ولذا لابد من وجود
مجموعة من الناس تحكم ، ومجموعة من المحكومين تؤدي وظائف أخرى مختلفة . فالدولة
وجدت إذن كظاهرة مثلها مثل الظواهر الطبيعية وهي ضرورية لبقاء المجتمع.
3- النظرية النفسية:
هي أيضا نظرية حديثة ، وترى أن الأفراد لا يخلقون
متساوون ، بل هناك فئتين : فئة تحب السلطة والزعامة ، ولها جميع المزايا التي
تمكنها وتأهلها لذلك بطبيعتها ، وفئة تميل إلى الخضوع والانصياع بطبيعتها أيضا ،
ولذا فان العوامل النفسية الطبيعية هي التي تتحكم في ذلك .
4- نظرية التطور العائلي
رائد هذه النظرية الفيلسوف اليوناني أرسطو، فهو
يرى أن الإنسان كائنٌ اجتماعيٌّ بطبعه, ولا يستطيع أن يعيش منعزلاً، وتُعتبر هذه
النظرية بحق أول محاولة فكرية لتفسير نشأة الدولة، والقائلون بها لا يرون الدولة
إلا مرحلةً متقدمةً ومتطورةً من الأسرة، وأن أساس السلطة فيها يعتمد على سلطة رب
الأسرة وشيخ القبيلة .
ثالثا: النظريات الاجتماعية
1-
نظرية التغلب والقوة:
تُرجِع هذه النظريةُ أصلَ نشأة الدولة إلى واقعة
التغلب؛ حيث أن القانون الطبيعي يعني البقاء للأقوى؛ حيث أن المنتصر النهائي يفرض
إرادته على الجميع, فيتولى بذلك الأمر والنهي في الجماعة, ويكون بمثابة السلطة
الحاكمة.. فتنشأ بذلك دولة مكتملة الأركان. ونجد أن القوة
والغلبة وجدت طريقها في نشوء بعض الدول مثل ظاهرة الاستعمار الأوربي للقارات حيث
نتج عنها دول مثل ليبيريا والكونغو والولايات المتحدة الأمريكيبة وإسرائيل
وقد تمحورت هذه النظرية في ثلاثة اتجاهات معينة:
فإبن خلدون يدافع على فروضه الثلاث الذي استخلصها من تفسيره
الذي سماه العقلاني للتحول من الحكم بالشريعة إلى الحكم الاستبدادي المطلق.
أما في النظرية
الماركسية، فتنظر للتاريخ من الزاوية المادية، فالصراع عبر التاريخ كان على
أساس طبقي..
اما في نظرية التضامن
الاجتماعي : فمفهوم القوة عند أصحاب هذه النظرية لا تقتصر على القوة
المادية ، وإنما أشمل من ذلك ، كقوة النفوذ الأدبي ، والقوة الاقتصادية والحنكة
سياسية..الخ.
2- نظرية التطور التاريخي
يرى أنصار هذه النظرية ، ومن بينهم برلمي وجارنر
وسبنسر ، أن الدولة لم تنشأ نتيجة القوة أو التطور العائلي أو العامل الديني ..،
ذلك أن الظواهر الاجتماعية ومن بينها الدولة لا يمكن رد نشأتها إلى عامل واحد ،
فالدولة عندهم هي نتاج للتطور التاريخي وتأثيرات متعددة كان نتيجتها ظهور عدة دول
تحت أشكال مختلفة ومتعددة تعبر عن ظروف التي نشأت فيها،وهذه النظرية تعد
رغم عموميتها ، أقرب النظريات إلى الصواب.
ملاحظة هامة : يرجى من الطلبة
النظر في القوانين المحينة و المعدلة...
لتحميل الورقة البحثية الجاهزة للطباعة يرجى
النقر هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق